قصة معاناة

أتراني سوف أقوى على الثبات ؟ أتراني سوف أتمسك بهذه الخيوط التي تشدني إلى الأمل؟ أتراني سوف ابقي قدمي راسختين مع كل ما يدميهما من شوك ......؟ أتراني أتمكن أن اشد بصري نحو مطلع النور مع الكثير ما يحول بيني وبينه من ضباب ؟
يا الله أي ضباب هو هذا الذي يتكاثف لكي يحجب عني بريق الضياء ؟ نعم ..... أي ضباب هذا الذي يأبى إلا أن يلاحقني فيسد علي منافذ الحياة بعدما أحاول أن افتحها واسعة رحيبة لكي أنفذ منها ما أريد ؟ لكنني طالما نفذت من خلاله وأنا اعرف انه ضباب !......
ولكنه الآن عاد أكثر ظلمة وأعمق كثافة ...... انه تمكن أن يستغفلني فيرسل بعض خيوطه إلى فكري لتعشش فيه ولهذا أنا أتساءل كما لم اتسائل من قبل ....... أتراني سوف أقوى على الثبات ؟
أي قوة هذه التي ستشد من عزيمتي التي أكاد افقدها ؟ وأي حارس هذا الذي سوف يحرس فكري عن انفتاحه على خيط الضباب الكثيف التي سببتها إلي قساوة الحياة ........؟ نعم قساوة الحياة .فما أقسى أن يتابع الإنسان الزبالة الأخيرة من مصابيح امانيه وهي تنطفئ عطشا للزيت وهو يعلم أن لا زيت هناك ولكن عليه أن يتابع ذبذباتها بعطف وحنان !....ماأقسى الشعور بالنهاية والأقسى منه أن تكون النهاية بطيئة ؟ ....... ما أقسى أن يواجه الإنسان أمواج الحياة وهو يعلم أن لا ساحل هناك ! ............... انه الكفاح اليائس العقيم ......... ما أقسى أن تكون خيط الغد غير واضحة وأقسى من ذلك أن توجد الخيوط ولكنها متشابهة الأطراف غير واضحة الأبعاد لما يكتنفها من ضباب يا ألله الضباب مرة أخرى !........ انه لا يريد أن ينفك عني ويأبى أن يتركني بأي شكل من الأشكال ........ لعن الله هذا الضباب الظالم المظلم ...... انه يشيع من القلق ليل ونهار والقلق ما هو الا اداة لدك الإرادة مهما كانت قوية .............. ولكن أي إرادة التي يبقي عليها للضباب ؟
أتراني سوف أعود فأزهو من جديد ؟...............